U3F1ZWV6ZTE2MjkyMjc4MjkxMjIzX0ZyZWUxMDI3ODU3Nzk1MzI4Ng==

هل خالف هارون (ع) أمر موسى (ع) حتى جعل موسى يرجع غضباناً على أخيه ويعامله بهذه القسوة؟


السؤال: 

هل خالف هارون (ع) أمر موسى (ع) حتى جعل موسى يرجع غضباناً على أخيه ويعامله بهذه القسوة؟

قال تعالى: { قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا * أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي﴾. وفي سورة الأعراف: ﴿وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} .


جواب الإمام أحمد الحسن: 

هارون (ع) نبي ووصي موسى (ع)، وكلاهما معصوم. فأما غضب موسى (ع) فكان على قومه الذين ضلوا واتبعوا السامري، ولم يكن غاضباً على من بقي على الحق مع هارون (ع)، أما الآية: {وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ}، والآية: { قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا * أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي * قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرائيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي}.

فالرأس في كلتي الآيتين يعني الأفكار، واللحية تعني الدين والتقوى. فأخذ موسى (ع) برأس ولحية هارون يعني مناقشته، وسؤاله عن طريقته في معالجة هذه الفتنة، وأراد موسى (ع) أن يبيّن لبني إسرائيل أن معالجة هارون (ع) للفتنة في تلك المرحلة صحيحة؛ لأنه استخدم التقية: { إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي} حتى يرجع موسى (ع)، فيكون الحل باستئصال جذور الفتنة، والقضاء على السامري إمام الضلالة.

وطبعاً، التقية هنا ليست تراجعاً سلبياً عن المواجهة، بل تراجع ايجابي حيث قدَّر هارون أن عودة موسى (ع) قريبة جداً، لن تجوز الأيام، كما أن مواجهة الضالين مع وجود موسى (ع) ستكون بخسائر أقل؛ لأن كثيراً من أتباع السامري سيتركون ضلالتهم، لأنهم يعتقدون بموسى (ع)، {إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرائيل}.

ومع هذا البيان على رؤوس الأشهاد من موسى (ع) عندما ناقش هارون (ع)، فإن اليهود يتهمون إلى اليوم هارون (ع)، بأنه سبب عبادة القوم للعجل، وفي التوراة الموجودة نصوص محرفة تشير إلى هذا المعنى الباطل (1).

المصدر:

الإمام أحمد الحسن كتاب المتشابهات الجزء الرابع.

مواضيع مشابهة:

لماذا خاطب بنو إسرائيل مريم (عليها السلام) بيا أخت هارون؟




هامش:

(1): فقد جاء في العهد القديم، سفر الخروج، الفصل 32: (1 ولما رأى الشعب أن موسى قد طالت إقامته على الجبل، اجتمعوا حول هارون، وقالوا له: هيا، اصنع لنا إلها يتقدمنا في مسيرنا ، لأننا لا ندري ماذا أصاب هذا الرجل موسى الذي أخرجنا من ديار مصر. 2 فأجابهم هارون: انزعوا أقراط الذهب التي في آذان نسائكم وبناتكم وبنيكم، وأعطوني إياها. 3 فنزعوها من آذانهم، وجاءوا بها إليه. 4 فأخذها منهم وصهرها وصاغ عجلا. عندئذ قالوا: هذه آلهتك يا إسرائيل التي أخرجتك من ديار مصر. 5 وعندما شاهد هارون ذلك شيد مذبحا أمام العجل وأعلن: غدا هو عيد للرب . 6 فبكر الشعب في اليوم الثاني واصعدوا محرقات وقدموا قرابين سلام . ثم احتفلوا فأكلوا وشربوا، ومن ثم قاموا للهو والمجون) وحاشا نبي الله الأمين هارون (ع) من هكذا كلام ما أنزل الله به من سلطان، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. 

 

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة