U3F1ZWV6ZTE2MjkyMjc4MjkxMjIzX0ZyZWUxMDI3ODU3Nzk1MzI4Ng==

هل تعلم أنّه لكل زمان خليفة لله في أرضه؟



بسم الله الرحمن الرحيم

الله سبحانه ومنذ اليوم الأول جعل في الأرض خليفة له يحكم بحكمه ويبسط الحق والعدل على الأرض:

قال تعالى:

{ وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَـٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلࣱ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةࣰۖ قَالُوٓاْ أَتَجۡعَلُ فِيهَا مَن يُفۡسِدُ فِيهَا وَيَسۡفِكُ ٱلدِّمَآءَ وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ قَالَ إِنِّيٓ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ } [البقرة 35].


وأنبياء الله (عليهم السلام) كلهم خلفاء لله في أرضه، يقول الله عن داوود (عليه السلام):

{ يا داوودُ إِنّا جَعَلناكَ خَليفَةً فِي الأَرضِ فَاحكُم بَينَ النّاسِ بِالحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الهَوى فَيُضِلَّكَ عَن سَبيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذينَ يَضِلّونَ عَن سَبيلِ اللَّهِ لَهُم عَذابٌ شَديدٌ بِما نَسوا يَومَ الحِسابِ } [ ص26].


ونبينا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) هو خليفة لله أيضا، يقول تعالى :

{ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ ٱللَّهَ يَدُ ٱللَّهِ فَوۡقَ أَيۡدِيهِمۡۚ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفۡسِهِۦۖ وَمَنۡ أَوۡفَىٰ بِمَا عَٰهَدَ عَلَيۡهُ ٱللَّهَ فَسَيُؤۡتِيهِ أَجۡرًا عَظِيمࣰا }. [الفتح 10].

والبيعة إنما تكون لخليفة الله في أرضه.


وهذا ما دلت عليه الكثير من أحاديث وروايات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) :


قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): 《 من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية》. 

[ صحيح مسلم 3: 1478/ كتاب الامارة ].


وقال النبي (صلى الله عليه وآله): 《 من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية》.

[ مسند أحمد 4: 96 ، صحيح ابن حبان في  7: 49 ، الأصفهاني حلية الأولياء 3: 224 ].


وحديث النبي (ص) واضح بأن لكل زمان خليفة له بيعة في عنق كل إنسان مؤمن ، وعهد يجب الوفاء به، لكن أين المتفكرون في أحاديث النبي (ص)؟


والله سبحانه هو من ينصب خليفته في أرضه ، فالله نصب آدم (عليه السلام) رغم معارضة الملائكة ، لأن الله سبحانه أعلم بعباده وهو يعلم الصالح من الطالح، ويعلم الظاهر والباطن، فإبليس لعنه الله كان في ظاهره عابدا صالحا طائعا لله، وإبليس لعنه الله من الجن ، والجن إذا أطاعوا الله ارتقوا حتى يصبحوا من الملائكة ، لذلك فإبليس كان مع الملائكة ،لكن داخله كان أسود وكان يخفي الكثير من الحسد والتكبر ومعصية الله ، والله سبحانه مطلع على خفايا النفوس ، لذلك فلو ترك الله اختيار خليفته للناس لاختاروا الفاسد بدون أن يشعروا .


وخليفة الله معصوم فهو لا يدخل الناس في باطل ولا يخرجهم من حق، ولذلك فكل أنبياء الله معصومين، فالله سبحانه إذا يختار أصلح عباده وأتقاهم ويعصمه ، لأن أي خطأ من الخليفة سينسب إلى الله سبحانه وتشريعه، وهذا مخالف للعقل والرحمة والحكمة الإلهية.


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة